June 17, 2025

هل يطلق ترامب تكتيكًا جديدًا في سوريا؟

0

يمثل قرار الولايات المتحدة بسحب قواتها تدريجياً من سوريا تحولاً كبيراً في السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط. وتشير هذه الخطوة، التي تم الإعلان عنها عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية قبل الإعلان الرسمي من واشنطن، إلى وجود قنوات اتصال وتنسيق محتمل بين البلدين، رغم الخلافات حول الانسحاب نفسه. وتظهر جهود الحكومة الإسرائيلية لمنع هذا الانسحاب من خلال الضغط الدبلوماسي مدى أهمية الوجود العسكري الأمريكي بالنسبة لأمن إسرائيل ومصالحها الاستراتيجية في المنطقة، خاصة في مواجهة تهديدات الجماعات المسلحة والنفوذ الإيراني

إن التحذير الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية بشأن هجوم محتمل في دمشق هو تحذير غير اعتيادي إلى حد كبير لأنه يستهدف عاصمة دولة ذات سيادة. ويشير استخدام مصطلح ”معلومات استخباراتية موثوقة“ إلى مستوى عالٍ من الثقة في التهديد. ومع ذلك، ومع عدم وجود مزيد من التفاصيل حول مصدر التهديد أو طبيعته، فقد أثار ذلك العديد من التكهنات، بما في ذلك احتمال تورط جهات إقليمية تسعى إلى زعزعة الاستقرار أو استفزاز بعض الأعمال. وتستند الشكوك حول احتمال وقوف إسرائيل وراء هذا الهجوم المحتمل، على الرغم من عدم تأكيدها، إلى تاريخ إسرائيل في المنطقة ومصلحتها في الحفاظ على وجود الولايات المتحدة في سوريا كدرع ضد أعدائها.

تضيف تصريحات الرئيس ترامب بشأن علاقته مع الرئيس أردوغان وعرضه التوسط بين إسرائيل وتركيا طبقة من التعقيد إلى الوضع. وعلى الرغم من توتر العلاقة بين تركيا وإسرائيل في السنوات الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، يبدو أن ترامب يعتقد أن بإمكانه الاستفادة من علاقته الشخصية مع كلا الزعيمين لنزع فتيل النزاعات المحتملة. ومع ذلك، فإن فعالية هذه الوساطة مشكوك فيها نظراً للاختلافات الجوهرية في مصالح البلدين ووجهات نظرهما حول القضايا الإقليمية، بما في ذلك سوريا

وتعكس الانتقادات في وسائل الإعلام الإسرائيلية لسياسات ترامب والمؤشرات على تراجع النفوذ الإسرائيلي في واشنطن مخاوف عميقة لدى النخب الأمنية والسياسية الإسرائيلية. فقد كان اعتماد إسرائيل على دعم الولايات المتحدة، عسكرياً ودبلوماسياً على حد سواء، ركيزة من ركائز سياستها الخارجية لعقود. وأي تغيير في ديناميكيات هذه العلاقة يمكن أن يكون له آثار طويلة الأمد على أمن إسرائيل القومي وقدرتها على إبراز نفوذها في المنطقة.

يسلط المقال الضوء بشكل مثير للاهتمام على أن قوة إسرائيل لا تأتي فقط من تحالفها مع الولايات المتحدة، ولكن أيضًا من قدراتها الاستخباراتية المتطورة من خلال الموساد. فشبكة عملاء الموساد وتكتيكات العمليات السرية التي يمتلكها الموساد تمنح إسرائيل القدرة على التصرف بشكل استباقي وردود الفعل على التهديدات، والتلاعب بالوضع في المنطقة لصالحها. وتبرز الإشارة إلى الأسطول البحري الأمريكي والقواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة كضمانات أمنية لإسرائيل الدور المهم للوجود العسكري الأمريكي في توفير حرية التصرف لإسرائيل.

وتضيف الإشارة إلى المقالة السابقة التي ناقشت احتمال استخدام إسرائيل لحزب العمال الكردستاني كأداة للاستفزاز بعدًا مقلقًا للوضع. إذا كان صحيحاً أن إسرائيل لديها القدرة والاستعداد للتلاعب بالجماعات الإرهابية لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، فإن ذلك قد يكون له عواقب وخيمة مزعزعة للاستقرار في سوريا والمنطقة. إن ادعاء الكاتب بأن “نبوءته” أثبتت صحتها يدل على اعتقاده بأنه يمكن التنبؤ بتصرفات إسرائيل بناءً على أنماط سلوكها ومصالحها المستمرة

تُظهر هذه الأخبار مجتمعةً وضعاً متقلباً وخطيراً للغاية في سوريا، حيث تتضارب مصالح مختلف الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية. فانسحاب القوات الأمريكية يخلق فراغًا في السلطة يمكن أن يكون موضع نزاع، في حين أن الأعمال الاستفزازية مثل الهجوم المحتمل على دمشق قد تؤدي إلى تصعيد أوسع نطاقًا للصراع. وسيكون دور إسرائيل وردها على هذه التطورات أساسياً في تحديد الاتجاه المستقبلي لسوريا والاستقرار الإقليمي.

Sumber : https://www.aljazeera.net/opinions/2025/4/22/هل-انسحاب-الولايات-المتحدة-من-سوريا

editor: M. Ali Yasin

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *